نظرية الفلوجستون

نظرية الفلوجستون

نظرية الفلوجستون
نظرية الفلوجستون

يلا بينا نرجع بالزمن شويه، تخيل معايا لو كنت عايش في القرن الـ17... العلماء وقتها كانوا بيحاولوا يفهموا السر ورا النار والاحتراق، بس مفيش أكسجين ولا مولانا لافوازييه ظهر في الصورة! ساعتها طلعوا بنظرية عبقرية على مزاجهم اسمها "نظرية الفلوجستون". كانوا فاكرين إن أي حاجه قابلة للاشتعال جواها مادة سحرية كده اسمها فلوجستون، وأول ما الحاجة تتحرق، المادة دي بتتبخر وتطير في الهوا! ياترى النظرية دي فضلت صامدة قد إيه؟ وازاي العلماء اكتشفوا الحقيقة؟ تعالا نحكي القصة من أولها!


بداية ولادة الكيمياء الحديثة

في زمان مش بعيد قوي – يعني في القرن الـ17 كان العلماء بيحاولوا يفهموا إيه اللي بيحصل لما الحاجة بتتحرق. ساعتها، مكانش لسه في علم اسمه "كيمياء حديثة"، فكانوا بيحاولوا يفسروا الأمور على قد فهمهم.


يعني إيه فلوجستون؟

العلماء وقتها كانوا بيعتقدوا إن أي حاجة بتتحرق، زي الخشب أو الفحم، فيها مادة غير مرئية اسمها "فلوجستون".

وقالوا إن وقت ما الحاجة بتتحرق، بتخرج منها المادة دي، وعلشان كده بنشوف لهب ودخان.

وأول ما الحاجة دي تتحرق، الفلوجستون يطير في الهوا وتتبقى "خامة خالية من الفلوجستون" اللي هي الرماد مثلاً. يعني كانوا متخيلين إن النار دي نتيجة إن الفلوجستون بيتبخر، مش بسبب تفاعل كيميائي مع الأكسجين (اللي مكانوش لسه مكتشفينه أصلاً).

يعني مثلاً:

  • لما تحرق خشب، بيطلع نار ودخان → قالوا: "آه، دي مادة الفلوجستون بتطلع منه".
  • لما الحديد بيصدي → قالوا: "الحديد فقد شوية من الفلوجستون بتاعه".

طيب ولما الحاجة تزيد في الوزن بعد الحرق؟

هنا كانت المشكلة الكبيرة!

العلماء لقوا إن مثلاً الحديد لما بيصدي، وزنه بيزيد، مش بيقل.

وده عكس اللي نظرية الفلوجستون بتقوله، لإن المفروض إنه بيفقد مادة (الفلوجستون) يعني وزنه يقل مش يزيد!

فبدأت الناس تقول:

"هو في حاجة مش ماشية صح... يمكن المادة دي وزنها بالسالب؟!"

أيوه! فيه عالم وقتها اقترح إن الفلوجستون ممكن يكون وزنه بالسالب علشان يبرر الزيادة. بس طبعًا ده ما أقنعش الكل.


لافوازييه: الراجل اللي قلب الدنيا

في القرن الـ18، طلع عالم فرنسي اسمه أنطوان لافوازييه. الراجل ده عمل تجارب دقيقة جدًا، وكان بيراقب الأوزان قبل وبعد التفاعل.

لافوازييه قال:

"الاحتراق مش بسبب مادة بتخرج... لأ، ده في مادة بتدخل!"

والمادة دي هي الأكسجين.

يعني لما الخشب بيتحرق، هو مش بيفقد فلوجستون، لأ، هو بيتفاعل مع الأكسجين اللي في الهوا.

أمثلة لتوضيح الفكرة

1: احتراق الخشب

زمان كانوا شايفين إن الخشب فيه فلوجستون، ولما يتحرق، بيخرج منه.

لافوازييه قال: الخشب بيتفاعل مع الأكسجين، وبيتحول لغازات (زي CO₂) ورماد.

 المعادلة العامة كده لو فرضنا الخشب مثلاً سليلوز (C6H10O5)n

المعادلة هتبقى تقريباً كده:

(C6H10O5)n + 6n O2 → 6n CO2 + 5n H2O + حرارة

2: صدأ الحديد

نفس الحكاية، الصدأ مش فقدان فلوجستون، ده اتحاد الحديد مع الأكسجين من الهوا، علشان كده وزنه بيزيد.

4Fe + 3O2 + 6H2O → 4Fe(OH)3

ده في البداية، وده بيكون هيدروكسيد الحديد الثلاثي، وبعد كده بيتحول مع الوقت ومع الجفاف لـ: Fe2O3·nH2O

اللي هو الصدأ المعروف، أو "أكسيد الحديد المائي".

3: التنفس

كانوا زمان بيعتقدوا إن الإنسان بيفقد فلوجستون وهو بيتنفس!

بس الحقيقة إننا بنتنفس أكسجين وبيحصل تفاعلات جوه جسمنا بتنتج طاقة وغاز ثاني أكسيد الكربون.

C6H12O6 + 6O2 → 6CO2 + 6H2O + طاقة (ATP)


ليه النظرية دي كانت مهمة؟

رغم إنها غلط، لكنها كانت خطوة مهمة في طريق الفهم. زي أي علم، لازم نغلط الأول علشان نوصل للحقيقة.

ونظرية الفلوجستون علمتنا إن الشك في الأفكار القديمة، والتجربة الدقيقة، هما اللي بيخلونا نتقدم

إقرأ أيضا :

تعليقات

  1. لإدخال كود <i rel="pre">ضع الكود هنا</i>
  2. لإدخال مقولة <b rel="quote">ضع المقولة هنا</b>
  3. لإدخال صورة <i rel="image">رابط الصورة هنا</i>
اترك تعليقا حسب موضوع الكتابة ، كل تعليق مع ارتباط نشط لن يظهر.
يحتفظ مسيري ومدراء المدونة بالحق في عرض, أو إزالة أي تعليق